تسلم العراق من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الدفعة الثانية من مسلحي "داعش" العراقيين، ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه تنظيم "داعش" الوهابي تنفيذ هجمات ارهابية بمناطق كان يسيطر عليها سابقا بمساعدة القوات الامريكية التي بدأت تنتشر في العراق بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، إلا أن القوات الامنية والحشد الشعبي يحبطان اغلب تلك الهجمات ويكبدان التنظيم خسائر فادحة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ذكرت مصادر امنية أن الجيش العراقي تسلم الدفعة الثانية من عناصر داعش العراقيين المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث جرى نقلهم إلى مدينة القائم غرب الأنبار غربي العراق.
ونقلت وكالة "الأناضول "التركية عن تلك المصادر قولها في تصريحات مساء أمس السبت 23 شباط 2019، إن الجيش العراقي تسلم من قوات قسد، 180 من العراقيين كانوا منضويين في تنظيم داعش، وأفاد الضابط في الجيش العراقي، العقيد محمد الدليمي أن "قوات سوريا الديمقراطية سلمت قوة من الجيش العراقي اليوم 180 عراقيا منتمين لتنظيم داعش".
وأوضح الدليمي أن "عملية تسليم عناصر داعش تمت شمال مدينة القائم 400 كم غرب الرمادي"، مبينا أن هذه الدفعة تعتبر الثانية من عناصر داعش الذين سلمتهم قوات قسد للجيش العراقي".
وأكد أن "الإرهابيين جميعهم عراقيون ومطلوبون للقضاء وفق المادة 4 إرهاب"، لافتا إلى انه "تم تأمين وصولهم الى مقر عسكري للجيش العراقي في القائم من قبل تشكيلات الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى وسط حراسة مشددة".
وكانت مصادر أشارت في وقت سابق إلى ان الدفعة الثانية من عناصر "داعش" التي سلمت للجانب العراقي مكونة من 231 داعش يحملون الجنسية العراقية، وتم نقلهم الى مقر الاحتجاز مع 151 من الذين تم استلامهم من قبل الجانب العراقي اول امس، وهي الدفعة الأولى.
من جهة ثانية أعلنت الاستخبارات العسكرية في بيان لها امس، انه "ضمن جهودها الاستخبارية بمراقبة وتأمين الحدود المشتركة مع سوريا ورصد واعتقال المتسللين تمكنت مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في الفرقة 15 ووفق معلومات استخبارية دقيقة من القاء القبض على اثنين من الارهابيين".
وأضافت أن المعتقلين تسللا من الحدود مع سوريا واعترفوا بانتمائهم لتنظيم داعش وهروبهما الى سوريا اثناء معارك التحرير"، مشيرة الى أنهما "من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق المادة 4 إرهاب".
جدير بالذكر ان العديد من عناصر "داعش" العراقيين فروا من البلاد إلى سوريا بعد إعلان النصر النهائي على تنظيم "داعش" الوهابي نهاية العام 2017، حيث انضموا لمسلحي "داعش" في الجانب السوري وشاركوا مع التنظيم في معاركه هناك وقتل الكثير منهم واعتقل آخرون.
من جانب آخر، اعلن مستشفى الفلوجة التعليمي، عن وصول خمس جثث من أبناء محافظة النجف الاشرف اعدمهم تنظيم "داعش" شمال محاظفة الانبار غربي العراق.
واوضح مدير المستشفى مازن جبار كاظم، ان "هؤلاء الاشخاص اعدمهم تنظيم داعش قرب بحيرة الثرثار شمال الانبار".
ويقوم "داعش" بين فترة واخرى بتنفيذ عمليات ارهابية في عدد من المناطق التي كان يسيطر عليها، الا ان القوات الامنية والحشد الشعبي يحبطان اغلب تلك العمليات ويكبدان التنظيم خسائر فادحة.
من جهته اتهم نائب عن كتلة الفتح في مجلس النواب العراق، الاحد، الولايات المتحدة باستقطاب عدد من قيادات تنظيم "داعش" عبر قواعدها بالعراق لتدريبهم تمهيدا لزجهم في تشكيلات وحشود اشبه بالصحوات في بعض المناطق، فيما شدد على ضرورة خضوع اي تشكيلات عشائرية في حال تشكيلها الى الحكومة والحاقها بالحشد الشعبي.
وقال محمد كريم البلداوي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "امريكا تعمل على استقطاب اعداد من القيادات الارهابية الداعشية المطلوبة للقوات الامنية العراقية من التي لديها ولاء وتبعية كاملة لواشنطن واجنداتها"، مبينا ان عملية الاستقطاب تلك "تكون في القواعد الامريكية بالعراق".
وأضاف أن القوات الامريكية "بدأت بتدريبهم بغية زجهم في جماعات يتم اعدادها تحت عنوانين مختلفة لتكون بظاهرها اشبه بالصحوات التي شكلت سابقا بغية حماية مناطق معينة"، لافتا الى ان "السماح لامريكا بتحقيق هذه الخطوة سيخلق فوضى ويهئ لمجموعات قتل وخطف تابعة لها على غرار الجماعات التي شكلتها ودربتها امريكا في سوريا".
واشار البلدواي الى ان "ملف الامن ينبغي ان يكون بيد الحكومة العراقية بشكل كامل"، موضحا انه "بحال تشكيل اي حشد عشائري لحماية المناطق ينبغي ان يتبع للحكومة العراقية وان يتم الحاقها بالحشد الشعبي وان تكون مراقبة ومنضوية ضمنه بصفته مؤسسة امنية تابعة للدولة وخاضعة للقائد العام للقوات المسلحة".
وشدد النائب عن الفتح، على ضرورة "جمع المعلومات الامنية عن الملتحقين بتلك التشكيلات ويتم تسليحهم وتوزيعه ضمن الواجبات والخطط الموضوعة لحماية مناطقهم".
وفي الفترة الاخيرة، وجهت جهات سياسية عديدة للقوات الامريكية التي تحاول اعادة لانتشار في عدد من القواعد الامريكية المتواجدة على الاراضي العراقية الاتهام بالمسؤولية عن حوادث الخطف والقتل التي حصلت مؤخرا في مناطق مختلفة من محافظة الانبار.
أمنياً، يتواصل العمل، على ترجمة توجيهات مجلس الأمن الوطني العراقي بـ"التنسيق الدائم بين القطعات العسكرية، واستمرار عمليات البحث وملاحقة عناصر داعش في المناطق الصحراوية المحاذية، ومراقبة الشريط الحدودي لمنع أي عمليات تسلل نحو الأراضي العراقية".
وكان بيان صادر عن "قيادة العمليات المشتركة العراقية"، قد أكد أن "الجيش العراقي يستمرّ في تأمين الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، حيث يقوم لواء المشاة الآلي السابع والثلاثون، التابع للفرقة المدرعة التاسعة، بتأمين الشريط الحدودي في قضاء القائم من نهر الفرات، وصولاً إلى نهاية الشريط الحدودي في القضاء"، لافتاً إلى أن "هذا اللواء هو احتياط وإسناد للقوات الموجودة على الشريط الحدودي، والهدف منها الحماية التامة للحدود العراقية ـــــ السورية لمنع تسلل عصابات داعش".
وفي السياق نفسه، تؤكد مصادر ميدانية أن "القوات المنتشرة على طول الخط الحدودي، باختلاف صنوفها، على أتمّ الجاهزية لصدّ أي محاولة تسلّل للمسلحين"، نافية أن تكون هناك أي عملية تسلّل ضخمة في الفترة الماضية، مقرّة في الوقت نفسه بـ"نجاح عمليات تسلل فردية، تأخذ طابع انتقال غير شرعي بين ضفتي الحدود".
ميدانياً، أعلنت قوات الحشد الشعبي، العثور على مضافات لتنظيم "داعش" الارهابي وتدميرها في ناحية أبو صيدا بمحافظة ديالى، شرقي العراق.
واوضح الحشد في بيان إن "العملية تأتي ضمن عمليات التأمين التي تقوم الفرقة الخامسة بالجيش العراقي واللواءين 4 و23 في الحشد الشعبي ومفزرة مكافحة المتفجرات وباسناد طيران الجيش في مناطق غرب ديالى لليوم الثالث على التوالي".
كما اصدرت خلية الاعلام الامني، بيانا بشأن هجوم انتحاريين من "داعش" على قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين وسط العراق.
وقالت الخلية في بيان ان "اهالي قرية النمل جنوب الشرقاط تصدوا بالتعاون مع قوات الحشد والشرطة لمجموعة ارهابية يرتدون احزمة ناسفة حاولوا الاعتداء على المدنيين". واضافت انه "تم اسناد اهالي القرية بارسال قوة قتالية من اللواء 51 الحشد الشعبي".
وكانت هيئة الحشد الشعبي، اعلنت يوم الجمعة الماضي، ان قوات الحشد تصدت لهجوم شنه تنظيم "داعش" على قرية النمل في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين.
مع احتدام المعارك الدائرة بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) و"داعش" في بلدة الباغوز السورية الجيب الأخير للتنظيم الارهابي بريف دير الزور الشرقي، يساور الجانب العراقي القلق من احتمال تغلغل فلول عناصر "داعش" في الاراضي العراقية في محاولة لاستئناف أنشطتهم الارهابية، الا ان القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي على أتم الجهوزية لمنع اي خرق امني يهدد حياة العراقيين، حيث اكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في تصريح خلال مؤتمره الصحفي الاسبوع الماضي، أن العالم اليوم أكثر أمنا وسلما بسبب التضحيات التي بذلها العراقيون في القضاء على "داعش"، وأن العراق لن يسمح بتسلل ارهابيي "داعش" الى داخل أراضيه.
انتهى/