واجه اهالي عكار الكارثة بعد وصول خبر موت أبنائها الثلاثة: خالد عطية ومحمد خضر من بلدة المقيبلة في منطقة وادي خالد، اضافة الى عدي علي حيدر من بلدة فنيدق، الذين ماتوا اختناقاً بتسرب الغاز داخل غرفة في منطقة الزلقا.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - يعمل الشبان الثلاثة في شركة أمن في بيروت، بعدما تعذّر عليهم إيجاد عمل في منطقتهم. قطعوا المسافات بحثاً عن لقمة عيشهم، ليدهمهم الموت وهم غارقون في سباتهم.
خالد (25 سنة) العريس الذي رزق قبل شهرين بمولود لم تكتمل فرحته برؤية ابنه يكبر امام عينيه. وبحسب ما قال عمه خالد لـصحيفة "النهار": "استأجر ابن شقيقي وصديقه محمد غرفة في الزلقا، أما عديّ فهو زميلهما في العمل، رافقهما في ذلك اليوم ليبيت عندهما، خلُد خالد ومحمد الى النوم، في حين قام عدي بوضع طنجرة من المياه على الغاز لتسخينها، لكنه غرق هو الآخر في النوم، غلى الماء، فانطفأت النار وتسببت بتسرب الغاز في الغرفة، فمات الثلاثة اختناقاً".
وقال مختار المقيبلة أحمد الأحمد لـ"النهار": "عندما تأخروا على عملهم بدأ زملاؤهم الاتصال بهم، ومن ثم قصد احدهم المنزل، حاول الاتصال بهم وهو واقف خلف الباب، سمع رنة الهاتف من دون ان يجيب أحد، أبلغ صاحب السكن الذي فتح باب الغرفة فانكشفت الكارثة".
"كان خالد ومحمد ينامان على الكنبة، في حين كان عدي ممدداً على بطنه أمام الغاز، ما يشير الى انه وضع طنجرة الماء للاستحمام قبل ان يغرق هو الآخر في النوم"، قال المختار. أما والد محمد الذي كان يتقبل العزاء بابنه فقال والغصة في حلقه: "وصلنا خبر موت فلذة كبدي بعد ساعات من تركه المنزل متوجهاً الى عمله، نُقل وزميلاه الى مستشفى البوار الحكومي، قبل ان أتسلم جثمانه، هي كارثة أعجز عن وصفها".
كذلك ارتدت بلدة فنيدق ثوب الحداد على ابنها عديّ الذي كما قال عمه رامح لـ"النهار": "لم يطبق الثامنة عشرة من عمره، فأجبرته ظروف الحياة على الابتعاد من حضن والديه وهو في سن الثالثة عشرة والتوجه الى بيروت للعمل". وأوضح: "يسكن ابن شقيقي في جونية، لكن قصد مع زميليه منزلهما ليفارق الثلاثة الحياة"، لافتا الى انه "منذ ثمانية أيام غادر عدي فنيدق، كان أهله بانتظار عودته، لكن بدلاً من ذلك وصل خبر موته، لنستقبله جسداً بلا روح".
لرامح عتب كبير على الدولة اللبنانية التي "لا تولي أي اهتمام لعكار، وكأننا خارج الخارطة، لا فرص عمل ولا مشاريع تفتح الباب امام توظيف الشباب، أتمنى أن تصل صرختي الى الرؤساء الثلاثة، كفانا استهتارا بمنطقتنا". وكانت فصيلة انطلياس فتحت تحقيقاً بالحادث، وأكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" ان التحقيق يشير الى وفاة الشبان الثلاثة نتيجة تسرب الغاز.
انتهى/