أفاد تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس بأن الباحثين الذين كشفوا عن وجود برمجيات إسرائيلية كانت تستخدم للتجسس على الصحفي السعودي جمال خاشقجي -الذي اغتيل في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية- أصبحوا هدفا لجواسيس دوليين.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -وأوضح تقرير نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية نقلا عن الوكالة أنه خلال الشهرين الماضيين انتحل أشخاص صفة باحثين اجتماعيين لاجتذاب العاملين في مركز "سيتيزن لاب" الكندي لأبحاث ومراقبة الإنترنت الذي كشف عن اختراق السلطات السعودية هاتف خاشقجي.
وقد سبق أن كشف "لاب سيتزن" عن أن هاتف خاشقجي تم اختراقه عن طريق برنامج اختراق الهواتف الخلوية "بيغاسوس 3" الذي طورته مجموعة "إن أس أو" الإسرائيلية المتخصصة بتطوير برامج التجسس.
وتقول إندبندنت في التقرير إن الباحثين في هذا المركز تمت دعوتهم إلى مقابلات في فنادق فخمة لمحاولة استدراجهم للحصول على معلومات منهم بشكل غير مباشر عن كيفية اكتشافهم وجود رابط بين برامج التجسس التي استخدمت ضد جمال خاشقجي وبين الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.
عمليات تجسس
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الأمر تكرر مرتين خلال الشهرين الماضيين، كما حاول هؤلاء الأشخاص أيضا الحصول على معلومات شخصية عن حياة الباحثين، مضيفة أن الجهة التي تقف وراء هؤلاء الجواسيس ليست معروفة حتى الآن.
ووصف مدير المؤسسة رون ديبيرت هذه الأعمال المثيرة بأنها "مستوى متدن جديد"، وقال في بيان "إننا ندين هذه الأنشطة الشريرة والقبيحة بأشد العبارات الممكنة"، معتبرا أن الهجوم المخادع على مجموعته الأكاديمية "هجوم على الحرية الأكاديمية في كل مكان".
وأشار المركز إلى تعرضه المتكرر لبرمجيات مراقبة إسرائيلية تدعى مجموعة "إن أس أو"، وهي شركة استخدمتها الحكومات لاستهداف الصحفيين في المكسيك، وشخصيات معارضة في بنما ونشطاء حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
وتشير الصحيفة إلى أن "سيتزن لاب" كشف أن هاتف آيفون لأحد المقربين من خاشقجي قد أصيب بفيروس التجسس الذي تنتجه شركة "إن أس أو" قبل أشهر من مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبهذا الصدد، يشار إلى أن المعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز كان قد تقدم بدعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية لأنها مكنت السعودية من التجسس على المعارضين السعوديين، وأنها رصدت اتصالاته بالصحفي خاشقجي.
وثبت في التقرير أن الرياض استعانت بمنظومة التجسس "بيغاسوس" لاختراق هاتف عبد العزيز ورصد اتصالاته ومراسلاته مع خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول.
هل تكره إسرائيل؟
وكمثال على محاولات الاستدراج فقد وصلت رسالة إلى بحر عبد الرزاق -وهو لاجئ سوري يعمل باحثا في "سيتزن لاب"- في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي من قبل رجل يدعى غاري بومان عبر أحد مواقع التواصل، وعرف الرجل عن نفسه بأنه مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا المالية في جنوب أفريقيا ومقيم بمدريد.
وكتب بومان إلى بحر "لقد صادفت ملفك الشخصي، وأعتقد أن العمل الذي قمت به لمساعدة اللاجئين السوريين والخلفية التقنية المكثفة قد يكونان مناسبين لمبادرتنا الجديدة".
وقال بحر إنه كان يعتقد أن الاقتراح كان غريبا بعض الشيء، لكنه وافق في النهاية على مقابلة الرجل في فندق فخم بمدينة تورونتو، مضيفا أن المحادثة "أصبحت غريبة بسرعة كبيرة"، فبدلا من الحديث عن المبادرة واللاجئين قال بحر إن بومان حدثه عن عمله وتحقيقاته في استخدام برمجيات "إن أو أس"، وسأله عما إذا كان يكسب ما يكفي من المال، وطرح أسئلة مثل "هل تكره إسرائيل؟"، هل تصلي؟".
المصدر : إندبندنت
انتهی/