توفي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله محمود هاشمي شاهرودي مساء يوم الاثنين بعد معاناة طويلة من المرض.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - كانت ولادة هاشمي شاهرودي في عام 1948 في مدينة النجف الاشرف بالعراق وكان والده آية الله السيد علي حسيني شاهرودي من التلامذة البارزين للمرجع الديني آية الله العظمي آية الله السيد ابوالقاسم الخوئي.
وبعد إنهائه الدراسة الابتدائية في المدرسة العلوية في مدينة النجف ، بدأ دراسته الحوزوية ، فأنهي مرحلتي المقدّمات والسطوح في سنين قلائل ، ثمّ انضم إلي حلقة دروس مرحلة الخارج في الفقه والأُصول ، التي كان يقيمها الشهيد السيّد محمد باقر الصدر (قدس سره)، إضافة إلي حضوره دروساً للإمام الخميني والسيد الخوئي (قدس سرهما ).
وأُعتقل الفقيد علي أثر الحملة التي شنَّها نظام صدام حسين ضد العلماء والمفكِّرين عام 1974، وتحمل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي اعواما، وتمت ملاحقته من قبل نظام البعث بعد مشاركته في مظاهرة لمناسبة انتصار الثورة الاسلامية في ايران، ما اضطرَّه آنذاك للسفر إلي إيران، بإيعاز من الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قدس سره)، ليكون وكيله العام وممثِّله الخاص لدي الإمام الخميني (قدس سره).
وبعد وصوله إلي إيران، جنَّد نفسه لخدمة الثورة الإسلامية، وتعزيز مكانة القيادة، باعتباره حلقة الوصل بين الشهيد الصدر والإمام الخميني (قدس سرهما).
وللسيّد هاشمي شاهرودي مشاركات فعَّآلة في مجال المؤتمرات الإسلامية الفكرية، والاجتماعات التي يقيمها المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، والحوزة العلمية في مدينة قم المقّدسة، والتجمّعات التي تقام في مدينة مشهد المقدسة.
وترأس أوّل مؤتمر فقهي اختصاصي دعا إليه الإمام الخميني (ره) ، وكان تحت عنوان (تأثير الزمان والمكان علي الاجتهاد)، وكذلك ترأس المؤتمر الأوّل لدائرة معارف الفقه الإسلامي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، الذي انعقد في مدينة قم المقدّسة.
ويعد الفقيد الراحل من أبرز الفقهاء ، وهو شرع منذ عام 1402 هـ بتدريس مرحلة البحث الخارج في الفقه والأُصول في مدينة قم المقدّسة، حيث تتلمذ علي يديه عدد كبير من الطلبة والفضلاء من داخل إيران وخارجها علي السواء.
وعلي الصعيد السياسي وبايعاز من سماحة آية الله الخامنئي الذي كان حينها مسؤولا عن حركات التحرر الاسلامية بامر من الامام الخميني، تولي هاشمي شاهرودي تاسيس المجلس الاعلي الاسلامي العراقي وادارته وتنظيمه.
وتولي آية الله هاشمي شاهرودي رئاسة السلطة القضائية لفترة 10 اعوام (1999-2009) بامر من سماحة قائد الثورة الاسلامية.
وكان عضوا في مجلس صيانة الدستور في دوراته الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، ونائبا في مجلس خبراء القيادة في دوراته الثالثة والرابعة والخامسة.
وفي العام الماضي تولي آية الله هاشمي شاهرودي رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، وكان رئيسا للمجلس الاعلي لحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث بقرار من سماحة قائد الثورة.
وترك الفقيد الراحل ارثا ثقافيا اسلاميا بلغ اكثر من 26 مؤلفا اثري بها المكتبة الاسلامية في شتي المجالات.
انتهي/