صرحت انتصار السعيد رئيس مركز القاهرة للتنمية وحقوق الانسان عن حصول المركز على شهادة جديدة من إحدى السيدات اللائى تعرضن لاعتداء جنسى جماعى بميدان التحرير يوم الجمعة الموافق 25 يناير2013،
وناشدت السعيد أي فتاة تعرضت لحادثة تحرش جماعى أن تبادر وتوثق شهادتها بأحد المراكز الحقوقية النسوية؛ لما له من فائدة كبيرة فى فضح أساليب التحرش الجديدة وملاحقة مرتكبى هذا الفعل المشين.
أما عن نص الشهادة فتقول السيدة "أنا اسمى ن. ف." منفصلة وأم لطفل عمره 11 سنة، عمرى 31 سنة، وأعمل مهندسة ديكور، فى يوم الجمعة 25 يناير كنت فى الميدان، وبمجرد دخولى للميدان، قابلت مجموعة من البنات اللائي عرضن عليَّ الانضمام لمجموعة "قوة ضد التحرش" كمتطوعة لمساعدة البنات اللائي يتم التحرش بهن، وانضممت لمجموعة الأمان، ووظيفتها أنها بتقوم بعمل تهدئة وتطمين للمتحرش بها".
وأضافت أنه "وصل لمجموعة "قوة" بلاغ وقت المغرب عن وجود حالة تحرش مع بداية دخول الليل، وفى أثناء التحرك لوسط الميدان فوجئنا بعدد كبير جدًّا من الرجال يتحرشون بى وزميلاتي أيضًا عن طريق التلامس الخارجى، وحاولوا بالفعل أن يفرقونا عن بعض، وهذا ما حدث؛ حيث تفرقت مجموعتى، وعاد باقى البنات إلى مكان المجموعة الأساسى بجوار "كنتاكى".
واستطردت "ن" قائلة "في هذه الأثناء حاولت أرجع مع مجموعتى، ولكن فوجئت بدائرة كاملة تتشكل حولى من البلطجية، ثم بدأ العدد يتزايد بشكل أكثر، واستطاع هؤلاء البلطجية أن يكونوا أكثر من دائرة من حولى، ومن ثم حاول المتحرشون السيطرة على كل أجزاء جسمى، حتى من كان يقول لى أنا هاحميكى ما تخافيش كان يقوم بالتحرش بى، وبعدها بدءوا بفك يدى اليمنى وبعدها اليسرى؛ لسحب حقيبتي، وفعلاً سحبوها بقوة، ثم مسكنى أحدهم من وسطى؛ لكى يجردنى من البنطلون، واستطاع بالفعل إنزاله لنصف رجلى، وساعده من الأمام رجلان، وقاما بإمساكى من كلتا الساقين؛ حتى يتمكن الآخرون من تقطيع ملابسى الداخلية، ونجحوا فى ذلك فعلاً بمنتهى الهمجية والوحشية، وعبثوا بإصبعهم فى جسدى، حتى أصبت بالنزيف".
وواصلت "فى الوقت نفسه كان هناك فريق آخر يجردنى من ملابسى العليا، إلى أن أصبح جسمى شبه عارٍ، وعلى الرغم من صرخاتى وتوسلاتى لهم، لم يستجيبوا، بل تمادوا فى جريمتهم حتى شعرت بالاختناق، وكدت أموت خاصة بعد وقوعى على الأرض.
وبعد معاناة دامت أكثر من 20 دقيقة تقريبًا، اقتربت من مدخل عمارة بجوار "كنتاكى"، وهناك حاول شاب أن ينقذنى ويدخلنى لباب العمارة؛ لكى يخلصنى من هؤلاء البلطجية، وبالفعل تمكنت اجتياز مدخل العمارة، ووقعت على الأرض وأنا عارية تمامًا، وحاولت سيدتان تغطيتى بجاكيت، وحاولتا رفعى؛ لكى أصعد معهما لشقتهما".
وأكملت "ن": "وتم إسعافي بمراهم وديتول ومطهرات وأعطونى ملابس داخلية، وبعد نصف ساعة بدأت أفيق من الصدمة، وفوجئت أن جسمى كله إصابات مفزعة، وصدرى كله جروح مكان الأظافر وكدمات كبيرة جدًّا منتشرة فى جميع أنحاء جسمى، ثم اصطحبنى متطوع من المجموعة، ونزلنا من الباب الخلفى للعمارة وركبنا تاكسى للذهاب إلى أحد المستشفيات، وبمجرد دخولى للمستشفى كان موجودًا معي ممارس عام وكتب عدة مراهم ومسكنات، ونصحنى أن أذهب لطبيب أمراض نساء، ولكن أنا قررت أن أعود لمكان إقامتى حتى الصباح فقط، وبعدها سافرت إلى مقر إقامتى بالإسكندرية".