بين الميدان والسياسة يشهد الملف السوري تطورات مهمة جدا قد تمهّد لبدء مرحلة مفصلية من عمر الأزمة السورية، الجنوب السوري يقترب من التطهير، وأنظار الدولة تتجه نحو الشمال والشمال الشرقي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - مجلس سوريا الديموقراطية الذي يشكل الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة أميركيا زار دمشق برئاسة إلهام أحمد الرئيسة المشتركة للمجلس، وأجرى محادثات مع المسؤولين الحكوميين السوريين حول الأمور السياسية والعسكرية في خطوة تعتبر الأولى من نوعها.
بعد فترة من تصريح الرئيس السوري بشار الأسد حول مستقبل الشرق، والذي دعا فيه "قوات سوريا الديموقراطية" إما إلى التشاور والحل السياسي أو القتال في الميدان، أتى وفد من مجلس سوريا الديموقراطية إلى دمشق للتفاوض و بلا شروط، ويبدو أن كفة الحل السياسي قد رجحت، فالقوات المدعومة أميركيا طوال السنين الماضية تُعيد تصويب بوصلتها نحو دمشق، والمسؤولون الأكراد صرّحوا بأن المواجهة المسلحة مع الجيش السوري ليست هدفًا لقوات سوريا الديموقراطية.
سقف مطالب الأكراد خُفّض بالتصريحات الرسمية الكردية من الفيدرالية إلى اللامركزية، ويبدو أنّ التفاهم سيسير قدما مع تفهم الحكومة السورية للحالة الكردية، وفي هذا الصدد قال مصدرٌ حكومي سوري لموقع "العهد" الإخباري أنّ "زيارة وفد مجلس سوريا الديموقراطية ولقائه بالمسؤولين السوريين خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح"، لافتا إلى أن "المناخ مناسب جدا لبدء حوار جدي بين الأكراد والحكومة السورية لتجنيب الشرق السوري سيناريوهات خطرة جدا، فالأميركي تآمر على الأكراد وسلم عفرين لتركيا التي تريد مشروعا خطيرا للشرق السوري، إذ تنوي أن تدخل لشرق الفرات من عين العرب إلى الدرباسية وعمودا فالقامشلي حتى تخوم نهر دجلة، ما يعني أن أكراد سوريا أمام خيارات صعبة، وإذا لم يساهموا بإدخال الدولة السورية والجيش السوري إلى شرق الفرات فسيتكرر سيناريو عفرين".
وأضاف المصدر الحكومي "يجب على الأكراد المتعاطفين مع المشروع الأميركي أن يدركوا أنه قد فشل فواشنطن لا تملك أجندة سياسية تخص الأكراد وإنما هي بحثت عن أدوات برية لبسط نفوذها على شمال شرق سوريا، وصرف هذا الأمر في المؤتمرات السياسية ضد ما يسمى أميركيا بالمشروع الروسي في سوريا"، مؤكدا أنّ "الحوار الجدي بين الأكراد والحكومة السورية هو المخرج الوحيد، وليس أمام الكرد سوى الاتجاه نحو دمشق لإيجاد حل يتناسب مع حجم الحالة الكردية في سوريا ضمن إطار منح الحقوق الثقافية لهم وتطوير قانون الإدارة المحلية المعمول به منذ عام 1972 بضمانات دستورية"، وأضاف "الأكراد جزء لا يتجزأ من النسيج الديموغرافي والجغرافي الوطني السوري".
وقال المصدر الحكومي السوري "أميركا ستنسحب من سوريا عاجلاً أم آجلاً، والجيش السوري سيدخل للمناطق الشرقية، ودخوله هو المخرج الوحيد للأكراد من سيناريو كارثي يشبه سناريو عفرين، فعودة الدولة السورية بخدماتها وعسكرها سيمنع تركيا من أي توغل بري يكون بموجب تفاهماتها مع واشنطن، وهذا الأمر سيكون من الأولويات التي ستتم بين الدولة و الأكراد إضافة إلى الملف الخدمي والمسائل الفنية"، بحسب حديث المصدر الحكومي السوري.
المصدر الحكومي شدد في الختام على أنه "سيتم إيجاد حل دستوري للمشكلة الكردية في إطار وحدة الجغرافيا والديموغرافيا الوطنية السورية وسيتم حل جميع الخلافات من خلال الحوار المباشر الذي تأخر بسبب المؤثرات الخارجية، فالحلول الوطنية للمشكلة الكردية ستكون جاهزة وسيعاد ترتيب البيت الكردي السوري في الإطار الوطني مع إعادة رسم الأكراد لسياستهم الخارجية وتوجيه بوصلتهم نحو دمشق".
موقع العهد