أصبحت شركات الهواتف الصينية العملاقة على أهبة الاستعداد لمنافسة الشركات العالمية الكبرى، وخصوصاً شركة "أبل"، التي بدأت تخسر تدريجياً حصتها في الأسواق الصينية، لاسيما السوق الأمريكية، حيث دأبت شركات مثل "هواوي" و"شاومي" على تطوير منتجاتها إلى المدى الذي أصبحت فيه تنافس خارج حدود الصين إلى جميع أنحاء العالم.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وتشير تقارير حديثة إلى أن العملاقين الصينيين يقومان حالياً بإجراء محادثات مع مشغلي هواتف في الولايات المتحدة لبيع منتجاتهما إلى المستهلكين الأمريكيين من خلالهم بداية من العام المقبل، وأكدت مصادر أن الصينيين يتفاوضون حالياً مع شركات كبرى مثل "AT&T" و"فيرايزون".
وتتمتع "أبل" بوضع مهيمن على سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، وقد ارتقت الشركة فوق مستوى المنافسة خلال السنوات الماضية من خلال عقدها صفقات مع مشغلي الاتصالات البارزين فيها، ليحصل المستهلكون فيها على هواتف آي فون ضمن حزم، بدون أي دفعات مقدمة.
وحاولت سابقاً شركة هواوي بيع منتجها الرئيسي "مايت 9" في أسواق الولايات المتحدة عبر مواقع التجارة الإلكترونية مثل أمازون، بيد أنها أدركت أن العمل بشكل مباشر مع مشغلي الاتصالات، سيكون ذا فائدة أكبر وسيعمل على تقوية مكانتها وسمعتها في الأسواق الأمريكية، علاوة على استفادتها من تجار التجزئة.
ووفقاً لصحيفة "الخليج"، قال وانج شيانخ أحد كبار تنفيذيي "شاومي" الصينية إن شركته تسعى لترويج منتجاتها في السوق الأمريكية، غير أنه اعتبر مسألة مواءمة مواصفات الأجهزة التي ينتجونها مع متطلبات مزودي الخدمات بأنها تستهلك الكثير من الوقت.
وأشار إلى أن "شاومي" حريصة جداً، وتدرس حالياً فرص افتتاح متاجر خاصة بها في السوق الأمريكية لبيع منتجاتها التي تتضمن الأجهزة والمعدات المنزلية والهواتف مباشرة للمستهلكين الأمريكيين. وفي الوقت الذي تتم فيه أغلب عمليات شراء الهواتف الذكية من مزودي خدمات الاتصالات، فإن توجه الشركتين لإجراء محادثات معهما يعتبر أمراً محورياً بالنسبة لهما.
وقد أدرك منتجو الهواتف الصينيون أن الدعم الذي توفره شركات مثل "أيه تي أند تي"، و"فيرايزون" مهم جداً للاستئثار بحصة من السوق الأمريكية، حيث تسلك الشركتان نهجاً حيادياً فيما يتعلق بعرض المنتجات من الهواتف الذكية، ما يجعل الباب مفتوحاً أمام المنافسة من جانب الشركات الصينية.
وتعتبر الصين واحدة من الأسواق المهمة لدى "أبل" التي تهيمن بجانب سامسونغ على جزء كبير من السوق الأمريكية، وذلك على الرغم من تراجع حجم مبيعاتها فيها خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة لتزايد حصة المنتجين الصينيين، لتصبح "أبل" خلف علامات كبرى مثل "هواوي" و"أوبو" و"فيفو" و"شاومي" وغيرها من حيث حجم المبيعات والحصة السوقية، بما لا يتجاوز 8%، مقارنة بحصتي "هواوي" و"شاومي" التي تبلغ مجتمعة أكثر من 38% من إجمالي السوق الصينية.
وشهدت "أبل" تراجع مبيعاتها من هاتف آيفون في الصين لـ 6 فترات ربعية، قبل أن تحقق نمواً سنوياً في حجم مبيعاتها بلغ 40% خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث يؤكد تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة دوما الأهمية الكبيرة للسوق الصينية بالنسبة لمبيعات "أبل".
بيد أن محللين كثراً، يرون أن العملاق الأمريكي بدأ يخسر مكانته في الأسواق الصينية شيئا فشيئا، وهي الخسارة التي يمكن أن تمتد لتشمل الأسواق الأمريكية أيضاً، والتي تهيمن عليها بجانب منتجات شركات أخرى مثل سامسونغ.
انتهی/