اكّد رئيس الجمهورية حجة الاسلام حسن روحاني أن الحكومة ستبذل كافة جهودها من أجل رفع المشاكل الناجمة عن زلزال كرمانشاه (غرب) والتخفيف من آلام أهالي هذه المحافظة؛ مضيفا أن الحكومة ستتخذ كامل الإجراءات والقرارات الكفيلة لتحقيق هذا الهدف.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- أن تصريحات الرئيس روحاني هذه جاءت خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء حول الزلزال الّذي ضرب محافظة كرمانشاه بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر؛ معتبرا أن هذا الزلزال كان خطيرا وألحق أضرار كبيرة خصوصا في القرى.
ولفت رئيس الجمهورية الى أن متابعة ومواجهة الأخطار الناشئة عن الزلزال مسؤولية تقع على الجميع؛ مشيرا الى أن حادثة الزلزال هذه تشكل درسا يجب اخذ العبر منه لتجنّب المخاطر التي قد تحدث كنتيجة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
وأعرب روحاني عن تضامنه مع المواطنين المتضررين من زلزال كرمانشاه؛ مصرحا ان "في هكذا احداث تتجسد روح الاخوة وعشق الأوطان بشكل واضح ويجب أن نقف جميعا دعما لكل مواطن من مواطنينا الشجعان والأبطال في محافظة كرمانشاه".
وثمّن الرئيس الايراني حسب ماذکرت وکالة تسنیم بجهود كافة الأجهزة الحكومية والعسكرية في اطار عمليات الإنقاذ ومساعدة اهالي المناطق المنكوبة في الزلزال، وقال : خلال زيارتي التفقدية لمحافظة كرمانشاه اطلعت عن كثب على حجم الإيثار والتضحية التي تبعث على الفخر والاعتزاز.
واكد رئيس الجمهورية على ضرورة بذل الجهود لتخفيف معاناة الأهالي المتضررين من الزلزال، مصرحا : "الحكومة اليوم ستتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة من أجل تقديم المساعدات لمحافظة كرمانشاه ومن جملتها تقديم مساعدات مجانية، قروض ميسرة، الإسكان المؤقت والاضطراري للمتضررين".
واشار روحاني إلى أن 30 ألف وحدة سكنية في المدن والقرى قد تضررت بشكل كامل أو جزئي ويجب على الحكومة أن تعمل من أجل إعادة الإعمار وترميم هذه الوحدات، مضيفا: "يجب على الجميع ان يساعد في هذا المجال، لكن المسؤولية الأساس تكمن في توفير الإسكان المؤقت والدائم للأهالي المتضرر وأدعو الجميع ان يضعوا مساعداتهم تحت تصرّف هيئة الإسكان".
وتابع قائلا : "بالنسبة لتقديم مساعدات كالدواء والغذاء فإنّه يفضّل أن يكون هذا الأمر عبر جمعية الهلال الأحمر، كما أدعو الناس الى عدم الإصغاء لبعض الشائعات التي تُطلق في هذا المجال على أن يكون مرجعهم الأساسي في تلقي الاخبار هي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية".
وتطرّق الرئيس الايراني الى مطالب المتضررين من المناطق التي ضربها الزلزال؛ مشيرا إلى أنه يجب على الجميع العمل من أجل تحقيق هذه المطالب، وأردف قائلا: "هذا الزلزال هو امتحان إلهي، ويجب علينا نبذل الجهود لكي نخرج برأس مرفوع من هذه المحنة امام الله وأمام شعبنا".
وشكر روحاني جهود القوات المسلحة الإيرانية بما فيها حرس الثورة الاسامية والجيش التي قدمت الدعم بأقصى طاقة ممكنة في حادث الزلزال.
كما ثمّن رئيس الجمهورية توجيهات وإرشادات سماحة قائد الثورة الإسلامية بشان مساعدة المتضررين من الزلزال، قائلا "الحكومة وبكافة إمكاناتها سوف تعمل على تنفيذ توجيهات وإرشادات سماحة الامام القائد".
وعلى صعيد اخر، تطرق روحاني في كلمته باجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء، الى الوضع الراهن في المنطقة "الحساسة"، مؤكدا ضرورة التحلي بالوعي والحكمة الكافية للتعامل مع هذه الظروف؛ وقال : اليوم وأكثر من أي وقت مضى تعيش المنطقة أوضاعا حساسة تحتّم علينا ان نكون على درجة عالية من الوعي.
رئيس الجمهورية قال إن البعض يعتقد أن "تواجد القوى الكبرى في المنطقة يساعد على استقرارها"؛ مبينا ان البعض من هؤلاء يعتمد على بريطانيا في حين يعتمد قسم آخر على أمريكا وباقي القوى؛ مؤكدا ان بات في امكان الجميع ان يلاحظة وبشكل واضح أن تواجد القوى الأجنبية في المنطقة لم يعد باي مصلحة للمنطقة ولا استقرارها.
وتابع روحاني : تواجد القوى الأجنبية في المنطقة يؤدي فقط الى التصعيد فيها من أجل فتح سوق لبيع الأسلحة، وبالتالي يجدون الأرضية المناسبة من اجل التدخل في شؤون المنطقة واللعب بأسعار النفط في سياق مخططاتهم. لكن تواجدهم لم يعد على شعوب المنطقة أبدا بأيّة مصلحة سوى مزيد من المعضلات والمصائب.
وأشار رئيس الجمهورية الى أنّه لا يكاد أن يصل المسؤولون الأمريكيّون الى المنطقة حتى يتم إشعال نار الحرب والتوتر فيها، وقال: "لقد شُنت حروب كبيرة في العراق، وأفغانستان، وسوريا واليمن بسبب تدخّل القوى الأجنبية في شؤون المنطقة.
وتسائل رئيس الجمهورية بالقول : هل يوجد شخص يفكر بأوضاع الشعب اليمني ويؤدّي وظيفته الإنسانية هناك؟! الشعب اليمني البريء يتعرض لمشاكل بسبب الامراض، الفقر والقصف المستمر. بأي حق تقدم دولة مسلمة وتسمّي نفسها بخادمة الحرمين الشريفين أن تستمر هكذا بالضغط على الشعب اليمني وهي لا تظهر أي ندم او أسف لذلك بل تستمر في ارتكاب الجرائم.
وأضاف : لقد اتخذت الأمم المتحدة جانب السكوت أمام هذه الجرائم ولم تقم بأي موقف حاسم وملزم من أجل وقف الجرائم، كما أن القوى الغربية وعلى ما يبدو فإنها تدعم هذه المجازر والجرائم المرتكبة في اليمن.
كما واعتبر رئيس الجمهورية أن التدخل في شؤون لبنان وإجبار شخص على تقديم استقالته واستبداله بآخر هو تدخل لا سابقة له في التاريخ؛ متوجها بالخطاب الى " هؤلاء" : الى أيّة قوّة تستندون في تدخّلكم هذا ولأي مدى تتخيلون أن باستطاعة المال مواصلة التأثير على أوضاع الدول؟!
ولفت روحاني أنه من المعيب والمخجل أن يترجّى بلد مسلم الكيان الصهيوني لكي يقوم بقصف الشعب اللبناني؛ مردفا بالقول : لم نعثر في التاريخ قصة مماثلة بان دولة إسلامية تقدم على هذه التصرفات، وهذا يدل على عدم نضوج الأشخاص الّذين يتولون الحكم في هذه الدولة.
وأكّد الرئيس الايراني : نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شئتم أم أبيتم، ندعم المظلومين وسوف نبقي ندعمهم، وسنكون خصما للظالم وعونا للمظلوم كما جاء في أحكام الإسلام، وتعاليم النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونهج أمير المؤمنين علي (عليه السلام)؛ سوف نسرع دائما لمساعدة المظلومين ولا نستطيع أن نرى الإرهابيّين وهم يدنسّون ويهاجمون العتبات المقدسة للمسلمين الأبرياء وأن نبقى صامتين إزاء ذلك.
روحاني أكّد في كلمته في جلسة للحكومة على ضرورة الاستمرار في تعزيز القدرات الوطنية الإيرانية وقال: جزء من القوة الوطنية يكمن في المجال العسكري، وآخر شعبي، وآخر سياسي وآخر اقتصادي؛ بما يستدعي تعزيز كل ما يؤدي الى دعم القوة الوطنية".
واعتبر رئيس الجمهورية أن قيام ايران بدورها في مجال الترانزيت داخل المنطقة يزيد من قدرتها السياسية وبالتالي يمكنها الدّفع عن حقوق شعبها بشكل أفضل وأن تحقق الازدهار الاقتصادي لها.
ودعا روحاني الى الحفاظ على الوحدة الوطنية الى جانب تعزيز القوة الوطنية؛ مصرحا : اليوم فإن نحتاج أكثر من أي وقت سابق للوحدة والتضامن، ويجب علينا ان نستفيد من الحوادث التي جرت كالزلزال الّذي ضرب كرمانشاه من اجل تعزيز الوحدة ونبذ الفرقة والخلاف.
روحاني اعتبر أن إيجاد الخلاف بين السّنة والشيعة ومختلف القوميات هي من مؤامرات الأعداء، وبشكل طبيعي يجب علينا في مواجهة هذا النوع من المؤامرات ان نعزز وحدتنا بين جميع القوميات والمذاهب.
واكد رئيس الجمهورية على ضرورة التفاؤل بالمستقبل؛ مشيرا إلى ان هذا التفاؤل كفيل بهزيمة كل المؤامرات المحاكة ضد إيران؛ وتابع قائلا : الإسلام هو دين الأمل ويعتبر اليأس من رحمة الله من المعاصي الكبيرة، لذا علينا أن نكون دائما متفائلين ومستمدين هذه الروحية من الاسلام.
وشدّد روحاني على أنّ الحكومة الإيرانية سوف تواصل العمل بواجبها الوطني والديني من خلال الاعتداد بالوحدة والتطلع الى مستقبل أفضل.
وفي الختام، تقدم الرئيس روحاني، باسمى ايات العزاء بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية لوفاة سيد الانبياء والمرسلين النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، واستشهاد الإمامين من اهل بيت النبوة عليهم الإسلام؛ الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) والامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).
انتهى/