طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-نقلا عن المركز الإعلامي بدائرة رئاسة الجمهورية، أن الرئيس روحاني وفي معرض الرد على سؤال مراسل شبكة "NBC" الأمريكية عن إمكانية تواجده خلال كلمة ترامب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: "لن أتواجد أثناء كلمته، لكنني قد أسمعها".
وحول الاتفاق النووي قال رئيس الجمهورية : "ما يهم هو أن الاتفاق النووي جاء بعد سنوات من الجهود والمحاولات قامت بها 7 بلدان ودعمتها عشرات الدول بما فيها الاتحاد الأوروبي.
وتابع : "هذا الاتفاق يمكن أن يكون لصالح الجميع كما يمكن له أن يرفع القلق ويحسّن الظروف من أجل أن تستفيد جميع الدول وجميع الشعوب من العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية فيما بينها؛ وعليه فالاتفاق النووي يصب في مصلحة الجميع".
روحاني قال "إن إيران تعمد الى تثبيت الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط غير المستقرّة"؛ وأضاف: "لذا فإن أي كلام غير واقعي لن يساعد في خدمة المنطقة والعلاقات الدولية. آمل من جميع الّذين يستخدمون منبر الأمم المتحدة أن يطلقوا كلاما لصالح الشعوب والعالم".
وردا على سؤال اخر لمراسل الشبكة الأمريكية، قوله مخاطبا الرئيس الايراني ؛"بالأمس قلت انه إذا أرادت أمريكا الخروج من الاتفاق النووي فستدفع ثمنا باهظا، مما فسره البعض بأنه نوع من التهديد، هل يمكن أن توضح لنا ما هو قصدك من هذا التصريح؟".
اكد رئيس الجمهورية أن الاتفاق النووي هو اتفاق متعدد الأطراق ويدعمه مجلس الأمن الدولي ويخص موضوع عدم انتشار الأسلحة النووية، ولذا فإن خروج أمريكا من الاتفاق النووي سيكون له ثمن كبير بمعنى أنه لن يثق احد بأمريكا بعد الآن وهذا يمكن اعتباره أكبر ثمنا يمكن أن تدفعه الولايات المتحدة".
واستطرد قائلا : "بعد ذلك، فأي دولة ستكون مستعدة للجلوس مع الأمريكيين، لبحث الأزمات الإقليمية والدولية معهم؟!.. الاتفاق النووي وبعد عامين من المفاوضات حيت تم الاتفاق على جمله وعباراته ثم أقرته مختلف الدول. فإذا خرجت أمريكا من الاتفاق فهذا يعني أن بقية الدولة لن تثق بعد الآن بأمريكا وهذا ثمن كبير جدا، لأن الثقة يمكن اعتبارها أكبر الاستثمارات".
واضاف روحاني : "الاتفاق النووي عزز التعاون العالمي البناء، والمستثمرون الأمريكيّون يملكون الفرصة مثل الشركات الأوروبية الكبيرة للمشاركة في الاستثمار داخل الاقتصاد الإيراني".
روحاني وفي رد على سؤال حول الثمن الاقتصادي الّذي يمكن أن تدفعه أمريكا في حال الخروج من الاتفاق النووي، قال: "من الناحية الاقتصادية فإن الظروف الآن ملائمة للشعب الأمريكي والمستثمرين الأمريكيين إذا ما أرادوا الاستفادة من الاتفاق النووي. اليوم نشهد نشاط شركات أوروبية متعددة في أوروبا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، وألمانيا قدمت الى إيران وهي تقيم استثمارات مشتركة مع الإيرانيين. في مجال النفط، البتروكيماويات، المياه، الصرف الصحي، سكك الحديد، المواصلات والنقل، النقل الجوي وغيرها من المجالات التي يمكن للأمريكيين استغلالها والاستثمار فيها. اليوم توجد عقود مهمة بين الشركات الإيرانية وشركة بوينغ حتى إن بعض العقود وصلت إلى مراحلها الأخيرة".
رئيس الجمهورية قال إن خروج أمريكا سيكون مضرا للشعب الأمريكي، فالاتفاق النووي أوجد من أجل خلق أجواء جديدة من التعاون الدولي وتابع متسائلا: "هل نريد الاستمرار في أجواء العلاقات بين إيران وأمريكا كالأجواء التي حكمتها منذ 40 عاما، أو انتهاج طرق أفضل؟! يجب اختيار طرق أفضل تكون في صالح الشعب الإيراني، الشعب الأمريكي والعالم".
واعتبر رئيس الجمهورية أن شراء طائرات البوينغ هو في صالح أمريكا كما هو في صالح إيران، وأضاف: "العلاقات السلمية بين إيران وأمريكا هي علاقات لصالح الدولتين وفي صالح العالم، لذا فغير مسألة الثقة والمكانة العالمية يمكن طرح مسألة العلاقات إقليمية ودولية، التجارة والاقتصاد، العلاقات العلمية، الثقافية وعلاقة الشعوب بين بعضها البعض والسياحة. لماذا لا يمكن للشعب الأمريكي من الاستفادة من الجو المتاح والاطلاع على التاريخ الإيراني. لماذا لا يستطيع الشعب الإيراني من المجيء الى أمريكا ورؤية الشعب الأمريكي والآثار الموجودة هنا ".
وتابع بالقول: "حرمان الشعوب من التواصل فيما بينهم، من الآثار التاريخية، من العلم والثقافة والتكنولوجيا التي يتمتع بها كل شعب يضر بالمصالح التاريخية والتجارية الأمريكية. أولئك المتواجدين في موقع المسؤولية لچد الإدارة الأمريكية يجب أن ينظروا إلى مصالحهم ومصالح شعبهم بالحد الأدنى".
ولفت روسيا، الصين وأوروبا ملتزمة بالاتفاق النووي ونصحوا أمريكا بالالتزام به
وطُرح سؤال على رئيس الجمهورية: إذا خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق، فإن 6 دول أخرى سوف تبقى فيه، هل ستتغير نظرة إيران جراء خروج الولايات المتحدة وبقاء 6 دول في هذا الاتفاق؟
روحاني وردّا على هذا السؤال أشار الى أن ما أعلنته عدد من الدول كـ روسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي بشكل صريح خلال الأشهر الماضية وهو أنها ملتزمة بالاتفاق النووي وأوصت الولايات المتحدة بالالتزام بهذا الاتفاق؛ وصرح قائلا، "إذا خرجت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق ستكون هناك ظروف جديدة. وإيران في تلك الظروف الجديدة تملك الحق أن تختار الطريق الّذي يناسبها وهي تمتلك عدة خيارات إزاء ذلك".
وحول هذه الخيارات سأل مراسل شبكة "NBC" إذا كان استئناف الأنشطة النووية هو أحد الخيارات وأجاب رئيس الجمهورية: "واحد من الخيارات المطروحة دائما في حال عدم الالتزام بالاتفاق النووي هو العودة الى السابق. لكن إيران وكما أوضحنا سابقا لن تكون البادئ في نقض التزاماتها تجاه الاتفاق النووي كما أن الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف على تنفيذ الاتفاق النووي هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكّدت في تقاريرها حتى اليوم التزام إيران بالاتفاق النووي، وهذا يشكل أمرا مهما للغاية لنا من الناحية الأخلاقية وهو أنه لا مكان للاتهامات التي كانت تُطلق في السابق ضد إيران".
وردا على سؤال اخر بشأن ما قصده من قول "استئناف إيران لأنشطتها النووية"، و"إذا ما كانت الأنشطة التسليحية هي بين هذه النشاطات؟" قال الرئيس الايراني : "من المؤكّد أن المقصود من استئناف الأنشطة النووية هو استئناف الأنشطة النووية السلمية، فنحن كنّا عضوا في معاهدة NPT ولا زلنا ولا نريد أن نخرج منها، ولذا فأننا لا نسعى أبدا لصناعة السلاح النووي، كما كنا حتى اليوم ولم يخرج برنامجنا عن الإطار السلمي له، فسيبقى هذا البرنامج سلميًّا".
إيران كانت ضحية للإرهاب.. الصواريخ هي للدفاع عن إيران والشعب ولا علاقة لها بالاتفاق النووي.. لن نتفاوض فيما يخص القدرات الدفاعية للبلاد
وردا على سؤال حول الرؤية الأمريكية بان "نشاطات إيران الصاروخية تناقض روح الاتفاق النووي بما يخفّض من مستوى الثقة بإيران"، اكد روحاني انها مزاعم امريكية لاا اساس لها من الصحة؛ مضيفا : "فقد قلنا بكل صراحة إننا لن نتحدث مع أحد فيما خص قدراتنا الدفاعية؛ لذا فنص وروح الاتفاق النووي لا يرتبط بالبنية الدفاعية لأي من الشعوب. وإيران تتواجد في منطقة حساسة للغاية، وهي تعرضت لهجوم على مدى 8 سنوات من قبل النظام البعثي العراقي، كما كانت ضحية للإرهاب في المنطقة على مدى سنوات طويلة. ظروف منطقتنا هي ظروف غير آمنة، ونحن بحاجة الى قدرات دفاعية من أجل حماية شعبنا، والصواريخ هي جزء من قدراتنا الدفاعية".
وأضاف رئيس الجمهورية: "خلال فترة الحرب المفروضة من قبل النظام البعثي العراقي، تعرّض شعبنا لقصف بالصواريخ من قبل صدام، ولم نستطع أن نردّ عليه طوال مدة 3 سنوات، ولهذا فقد ذهبنا باتجاه صناعة الصواريخ واستطعنا أن نردّ على المعتدين، ومنذ ذلك الوقت توقف قصف مدننا بالصواريخ. ولهذا فإن مسألة الصواريخ هي محفورة في ذاكرة شعبنا على أنها بمعنى الدفاع عن الروح، المال والأرض وقد قلنا في المفوضات النووية خصوصا المباحثات مع الطرف الأمريكي أن الصواريخ لن تكون جزءا من الاتفاق".
نعارض صناعة الأسلحة النووية من قبل أي دولة.. يجب على الدول التي تمتلك السلاح النووي أن تلتزم بمعاهدة الـ "NPT".. ولن نتنازل عن النشاطات النووية السلمية
رئيس الجمهورية، وردا على سؤال مقدم الحوار حول "نظرة إيران لوصف ترامب والنواب الأمريكيين بأن إيران هي في صف واحد الى جانب كوريا الشمالية ضمن إطار تهديد الاستقرار الدولي"، قال: "هذا الكلام ليس صحيحا على الاطلاق، لان كوريا الشمالية هي ليست عضوا في معاهدة NPT، وهي لا تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذّرية بدخول منشآتها وتعلن صراحة بانها تريد صناعة القنبلة النووية، لكن إيران ليست كذلك بل على العكس تماما فهي عضوة في NPT وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ترسل مراقبين ومفتشين الى المنشآت النووية الايرانية".
وأكّد روحاني على أن إيران ملتزمة بالفتوى الشرعية التي أصدرها سماحة قائد الثورة الإسلامية القاضية بتحريم صناعة، وامتلاك واستخدام السلاح النووي، مضيف ا: "ليس لدينا ما نخفيه، ونعلن صراحة أننا نسعى لامتلاك التقنية النووي السلمية ونرغب في التعاون مع العالم في هذا المجال .. ايران تتعاون مع الصين وأمريكا من أجل استكمال مفاعل آراك. حتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتبر المقارنة بين إيران وكوريا الشمالية هي مغالطة كبيرة. هذا الاتهام هو غير أخلافي، وغير صحيح".
واردف قائلا : "حكومات الدول، والخبراء والعالم لا يمكنهم التنبؤ بمستقبل السياسات الامريكية، هذا الأمر يضر بالشعب الأمريكي أكثر من غيره، العلاقات المستقرة يمكنها فقط التطور عبر خلق الثقة بالمستقبل".
ونوّه روحاني إلى أن انتخابات رئاسة الجمهورية في أمريكا هي شأن داخلي للشعب الأمريكي وتابع: "هذا الشعب هو من يختار رئيسه، كما أن الشعب نفسه هو من يمتلك الحرية في انتقاد سياسة الادارة الأمريكية إن لم تعجبه.. وما يهم المجتمع الدولي هو تصرف الإدارة الأمريكية وتعاملها مع العالم، والالتزام بتعهدات الدولة الأمريكية التي قطعتها الإدارة السابقة وكيفية احترام هذه الإدارة للدستور الأمريكي نفسه؛ هذا ما يهم العالم اليوم. وأمريكا هي لاعب مهم على الصعيد العالمي، والكل يريد رؤية الثقة في التصرفات الأمريكية".
وأضاف روحاني: "طوال الفترة الماضية وخلال لقاءاتي مع قادة العالم، يمكن القول بأن مستقبل أمريكا ليس واضح لهم، كما أن قرارات السيد ترامب ليست واضحة بالنسبة إليهم، وماذا قد يحدث خلال الشهر المقبل؟ هذا الامر يمكن أن يعود بالضرر على أمريكا، لأن كل الّذين يرغبون في اقامة علاقة تجارية واقتصادية مع الولايات المتحدة يريدون رؤية المستقبل في هذا البلد والثقة في قرارات الإدارة الأمريكية".
رئيس الجمهورية، وردا على سؤال مراسل قناة ان بي سي الأمريكية حول "استعداده لإجراء مفاوضات ثنائية مع ترامب"، قال : "منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى الآن لم يسبق اجراء مفاوضات ثنائية بشكل مباشر بين رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرئيس الأمريكي، ويمكن القول إن ظروف الإدارة الأمريكية السابقة ربما كانت الظروف تسير نحو إمكانية عقد مثل هذه المفاوضات، لكن نبرة ترامب ومواقفه تزيل أي أرضية لهذا المجال إلا إذا شاهدنا تغييرا في سلوكه. عندما تتحدث أمريكا عن تغيير النظام في إيران، فلن يكون هناك أي معنى للمفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين من جهة وأمريكا من جهة أخرى".
انتهى/