هل استعدّت القاهرة حقّاً لمعركة رفح؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۸۳۷۲
تأريخ النشر:  ۱۶:۳۵  - الثلاثاء  ۱۳  ‫فبرایر‬  ۲۰۲۴ 
تغفل بعض القطاعات النخبوية المصرية المفتونة بالعلاقة مع الغرب عن عمق الرابط بين مصر وفلسطين، والذي يتخطّى حيّز وحدة الثقافة واللغة والدين، إلى حدٍ لا يمكن معه التمييز بين ما هو مصري وما هو فلسطيني.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباءلا يجدُ الرأي العام داخل مصر في البيانات الرسمية ما يروي عطشه الناجم عن حالة القلق المتزايد من جرّاء إصرار حكومة الاحتلال على اجتياح محافظة رفح الفلسطينية والسيطرة على محور فيلادلفيا، بهدف معلن يتمثّل في مطاردة فصائل المقاومة بآخر معاقلها، بالشكل الذي من الوارد أن يدفع بالآلاف من أهالي غزة إلى عبور الحدود باتجاه سيناء المصرية.

كلّ ما يثار، حتى الآن، عن تهديد الدولة المصرية بتعليق معاهدة السلام مع "تل أبيب" المُوقّعة عام 1979، إضافة إلى تكثيف الوجود الأمني والعسكري في شمال شرقي شبه الجزيرة وإرسال عشرات الدبابات والمدرّعات، يتمّ نقله عن الصحافة الإسرائيلية ووكالات الأنباء الدولية، من دون إشارة للإعلام المصري، وهي أخبار بدورها منسوبة إلى مصادر أمنية أو دبلوماسية ترفض الإفصاح عن نفسها.

الموقف الرسمي المُعلن من القاهرة على لسان رئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس الجمهورية، هو بالقطع رفض أيّ مخطّط لتهجير أهالي القطاع خارج أراضيهم، لما يترتّب على ذلك من إضرار بمستقبل القضية الفلسطينية من جهة، وبأمن المناطق التي يتمّ التهجير إليها من جهة أخرى، إضافة إلى إدانة شاملة لممارسات "جيش" الاحتلال بحق أهالي غزة منذ بداية الاجتياح البري.

لكن في المقابل لا توجد خطة مصرية رسمية معلنة حول آلية ردع "إسرائيل" عن تنفيذ مخططها العدواني في رفح، كما لم يُفصح أحد من المسؤولين المصريين عن برنامج عمل في حال كثّف "جيش" الاحتلال من ضغطه على المليون ونصف المليون فلسطيني الموجودين في رفح، باعتبارها الملجأ الأخير، بالشكل الذي أجبر بعضهم على العبور باتجاه مصر. هنا تطفو على السطح ثلاثة أسئلة:

- كيف ستتعامل معهم أجهزة الأمن وقوات حرس الحدود؟

- وبأيّ آلية سيتمّ تسكين أولئك الفلسطينيين المُهجّرين وتأمين معيشتهم؟

- وما هو الخطاب الذي ستواجه به الإدارة المصرية جمهورها بعد أن تكون "إسرائيل" قد نفّذت ما أعلنت عنه؟

آخر التصريحات الرسمية حول اتفاقية كامب ديفيد، كانت تؤكد تمسّك القاهرة بها، فلم يظهر في كلام سامح شكري، وزير الخارجية المصري، يوم الاثنين 12 شباط/ فبراير، أي إشارة إلى وجود نيّة مصريّة لاستخدام ورقة التطبيع لمقايضة الإسرائيليين أو الضغط عليهم.

إذ قال شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته السلوفينيّة "توجد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، وهي سارية على مدار الـ 40 عاماً، ونحن نتعامل بثقة وفاعلية وسنستمر في هذا الأمر، وأيّ تعليقات نطق بها بعض الأفراد، ربما تكون قد شوّهت".

في السياق ذاته، لفتت تقارير نشرتها "وول ستريت جورنال"، إلى أن القاهرة أعربت عن نيتها استخدام العملية العسكرية الإسرائيلية المخطّط لها في رفح، كرافعة من أجل الضغط على الفصائل الفلسطينية بهدف التوصّل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن في غضون أسبوعين.
انتهی/ 
المصدر: المیادین

الكلمات الرئيسة
رأیکم