بينما تشتد حدة الانتقادات الموجهة للرئيس الأميركي دونالد ترامب على المستويين الداخلي ومثيله الخارجي وبخاصة حلفاؤه فيما يسمى التحالف الدولي، نتيجة تفرده بقرار الانسحاب من سوريا لاعتبارات تتعلق بالتمهيد لحملة انتخاباته الرئاسية المقبلة بعد تعرض حزبه لانتكاسة بالانتخابات النصفية للكونغرس، فضلاً عن ضيق خياراته في التعاطي مع الأزمة السورية. نلمس في المقابل بأن تركيا تلقفت قرار الانسحاب «بديناميكية المصلحة واستغلال الفرص» وبدأت تغير من جدول أعمالها وأجنداتها بناء على هذا المتغير الأخير بالدرجة الأولى، واستثمارها أيضاً ضرورة الحاجة لضلعي أستانا، روسيا وإيران، للحفاظ على علاقات متينة معها، للتوغل في الشمال السوري تحت ذريعة حماية أمنها القومي من التهديدات الإرهابية وفق وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائه نظيره الإيراني بداية الأسبوع الجاري.