طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي ، شكر كنعاني صباح اليوم الاثنين العراق حكومة وشعبا على استضافة زوار الاربعين المعطاء ، مثمنا الجهود القيمة المتواصلة التي يبذلها الشعب العراقي الكريم في هذا العام وفي الاعوام السابقة في هذا السياق.
محاكمة انقلاب 1953 عقدت على أسس قانونية جدية
وفيما يتعلق بذكرى انقلاب يوم 19 آب/ أغسطس عام 1953 الذي قامت به المخابرات الأمريكية والبريطانية ضد الحکومة الوطنیة لرئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق ، صرح كنعاني انه عقدت بالامس الجلسة الأولى لهذه القضية بحضور نخبة من المحامين وأساتذة الجامعات، مشيرا الى ان هذه المحكمة عقدت على أسس قانونية جدية، ومنها ترتكز على المادة 34 من الدستور التي تمنح حق التقاضي لكل فرد ومواطن إيراني.
وفي هذا السياق، اوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأن البند الاول من المادة الـ10 من القانون الذي يتطلب من الحكومة متابعة التعويض عن الأضرار الناجمة عن الإجراءات الأمريكية هو أساس قانوني آخر لهذه المحاكمة.
واضاف كنعاني ان أكثر من 400 ألف مواطن إيراني من مختلف محافظات البلاد قدموا عريضة ضد الولايات المتحدة بتهمة انقلاب عام 1953، لافتا الى ان الشعب الإيراني قد عانى أيضا من خسائر جسدية وروحية كبيرة جراء هذه القضية.
وتابع انه تماشيا مع حقوق المواطنين الإيرانيين وطلب المحاكمة الذي قدموه، تم تشكيل هذه المحكمة وستستمر إجراءاتها حتى النظر الكامل في طلبهم ، وسوف تسعى هذه المحاكمة وعبر التعاون الوثيق بين الحكومة والسلطة القضائية الى دعم حقوق الشعب الايراني الذي لحق به وبالبلاد الضرر المادي والمعنوي منذ اكثر من 25 عاما على اثر العمل المشين الذي قامت به امريكا وبريطانيا في التخطيط لانقلاب عام 1953.
واوضح كنعاني ان السلك الدبلوماسي سيقوم بمهمته في تأكيد حقوق الوطن بناء على قرار المحكمة بالإخطار ومتابعة التنفيذ.
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لا علاقة لها بالرد الإيراني على اغتيال هنية
وفيما يخص مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة، اكد كنعاني انه مما لا شك فيه هناك ضرورة لوقف إطلاق النار الفوري في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر في غزة، معتبرا ان مواصلة الكيان الصهيوني جرائمه هو نتيجة تقاعس المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تحت تأثير الضغوط الأمريكية .
كما افاد المتحدث باسم الخارجية بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بأي جهود صادقة تهدف الى وقف إطلاق النار ووضع حد للجرائم الوحشية واسعة النطاق التي يرتكبها الكيان الصهيوني لافتا الى انه وفي الأشهر الماضية، كانت ايران واحدة من أهم الدول التي استخدمت بأمانة كل قوتها وإمكاناتها الدبلوماسية لوقف آلة القتل الصهيونية.
ورأى كنعاني بأن الادارة الأمريكية لا تتمتع بالصلاحية والكفاءة اللازمة في متابعة مسألة وقف إطلاق الناربغزة وذلك بسبب تصرفاتها بحد ذاتها الداعمة للكيان الصهيوني بشكل كامل وحتى انها تعتبر شريك له في جرائمه الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا بأن أمريكا قد اظهرت مرارا وتكرارا أنها ملتزمة بأمن الكيان الصهيوني وليس لديها أي التزام بالسلام والأمن الإقليميين والعالميين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان امريكا ومنذ الاشهر العشرة لهذه الحرب تقف الى جانب الكيان الصهيوني بشكل كامل وأثبتت أنها طرف في الحرب والقتل وليست طرفا محقا في وقف إطلاق النار، لافتا الى انه إذا كانت هناك لدى الادارة الأمريكية إرادة جدية في وقف إطلاق النار،فأنها تستطيع ذلك لان لديها القوة اللازمة لوقف آلة القتل للكيان الصهيوني لكنها لم تستخدم هذه القوة.
واكد كنعاني ترحيب ايران بالجهود الجدية وذات النوايا الحسنة خلال المشاورات التي أجراها بعض الاصدقاء الإقليميين مع ايران بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتابع بأن الكيان الصهيوني قد اظهر أنه لا يريد اقامة هدنة او وقف الحرب،وقد اظهرت المفاوضات الاخيرة هذا الامر نفسه من خلال ردود فعل الصهاينة واستمرارهم في قتل الشعب الفلسطيني، وفي المقابل ابدت حركة حماس أيضا وجهة نظرها وقالت إن الكيان الصهيوني طرح شروطا جديدة، مما يدل على أن هذا الكيان لا يريد تثبيت وقف إطلاق النار والكرة الآن في ملعب الادارة الأمريكية والكيان الصهيوني.
واعتبر كنعاني انه يجب على أميركا أن تحدد ما إذا كان الغرض من هذه اللقاءات هو مناورة سياسية لكسب الوقت للكيان الصهيوني أم أنها تنوي حقا التوصل إلى وقف لإطلاق النار،مضيفا انه يجب الانتظار ومتابعة اداء الادارة الامريكية وتصرفاتها، لافتا الى ان حماس لم يكن لديها نظرة إيجابية الى تصرفات الولايات المتحدة حتى الآن.
كما اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية على ان ايران تستخدم كافة امكاناتها المبنية على المبادىء والقوانين الدولية من اجل حماية امنها القومي ضد المعتدين ، مذكرا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، بتحمل مسؤولية فورية وموضوعية لدعم السلم والأمن الدوليين وايضا من الضروري الالتزام بها.
كنعاني: إيران لن تتردد في ضمان أمن المنطقة
وتابع كنعاني: في ما يتعلق بموضوع لبنان فإن إيران لن تتردد في ضمان أمن المنطقة، وتعتبر الكيان الصهيوني تهديدا للمنطقة برمتها.
واضاف: إن مغامرة الكيان الصهيوني لن تتوقف إلا في ظل التحرك الحاسم والجاد من جانب المجتمع الدولي، ونعتقد أنه يجب عليهم الالتزام بمسؤوليتهم.
وقال كنعاني: لقد أظهر لبنان حكومة وشعباً وجيشاً أنهم يقفون ضد مغامرات الكيان الصهيوني وسيقفون ضد أي عدوان جديد، وعلى الكيان الصهيوني أيضاً أن تكون له حساباته. وعلى أميركا أيضاً أن تتخذ إجراءً مسؤولاً وحكيماً إزاء أي مغامرة يقوم بها الكيان الصهيوني في لبنان. كما ستتصرف إيران بحزم لضمان أمنها الوطني والإقليمي.
كنعاني: نحن أقوى داعم لوقف الحرب في غزة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن رد إيران على اغتيال الشهيد هنية كضيف رسمي لإيران ومسألة مفاوضات وقف إطلاق النار في حرب غزة مسألتان منفصلتان. وقال لقد كنا ومازلنا أقوى وأهم داعم إقليمي ودولي لوقف الحرب ووقف إطلاق النار، ومازلنا نسعى وندعم التحركات في هذا الاتجاه.
وتابع: لكن هذه القضية لا علاقة لها بحق إيران الشرعي والقانوني في الرد على المعتدي ومعاقبة الكيان الصهيوني على اغتيال الشهيد هنية. ولفت إلى أن الشهيد هنية كان قائد عملية المفاوضات السياسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وباغتياله أظهر الكيان الصهيوني أنه غير مستعد للتفاوض وإن رغبته هي في مواصلة الحرب.
وقال كنعاني: من حقنا أن ندافع عن وحدة أراضينا وسيادتنا الوطنية ضد المعتدي. لقد طلبنا على الفور عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن، ورغم المواقف الجيدة التي طرحتها بعض الدول في ذلك الاجتماع، فإن الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى منعت مجلس الأمن من القيام بواجباته، وإذا لم يتمكن مجلس الأمن من حماية مصالح وأمن الدول التي تم انتهاك سيادتها فإن من حق تلك الدولة استخدام حقوقها القانونية والمشروعة لاستعادة حقوقها.
عباس عراقجي رجل من الهيئة الدبلوماسية لوزارة الخارجية
وردا على سؤال عن وزير الخارجية الايراني المقترح في الحكومة الـ14 ، افاد كنعاني بأن عباس عراقجي هو رجل من الهيئة الدبلوماسية لوزارة الخارجية الايرانية وبأن السلك الدبلوماسي لهذه الوزارة ليس غريبا عليه متمنيا التوفيق لعراقجي ولوزارة الخارجية والحكومة.
وتابع كنعاني لافتا الى انه كلما زاد عدد الأصوات التي يحصل عليها وزير الخارجية من مجلس الشورى الإسلامي، كلما زادت قوته في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤكدا على أن العلاقة كانت وستظل وثيقة بين وزارة الخارجية ومجلس الشورى الإسلامي.
امريكا في عدوانها على اليمن تزعزع استقرار المنطقة
وبشأن التصرفات العدوانية لامريكا وبريطانيا في اليمن، اعتبر كنعاني ان دور الولايات المتحدة في الأزمة اليمنية لم يكن دورا بناء ومحايدا بأي شكل من الأشكال، كما شهدت الفترة الأخيرة عدوانا مباشرا من الادارة الأمريكية والأعمال العسكرية وانتهاكات السيادة الوطنية للاراضي اليمنية والسلامة الإقليمية،مضيفا بان هذه الامور تعد استمرارا للجهود الأمريكية المزعزعة للاستقرار، وهذه التصرفات غير البناءة تدينها إيران والقوانين والأنظمة الدولية.
واضاف انه من المتوقع من أولئك الذين يتحدثون عن السلام والأمن في اليمن والمنطقة أن يظهروا ذلك على أرض الواقع ويجب على الجميع مساعدة الشعب اليمني على العيش في سلام واستقرار وأمن في أسرع وقت ممكن.
بوتين يوجه دعوة لبزشكيان للمشاركة في قمة مجموعة البريكس
وفيما يتعلق باتفاقية التعاون الشامل بين ايران وروسيا ،صرح كنعاني بأن هذه الوثيقة قيد التقدم، كما ان الرئيس الروسي بوتين وجه دعوة للرئيس الايراني بزشكيان للمشاركة في قمة مجموعة البريكس المقبلة مما ستتيح فرصة لتبادل الآراء بين مسؤولي الجانبين، ويمكن التوقيع على هذه الوثيقة في المستقبل وتصبح سارية المفعول بعد اجتياز الإجراءات الشكلية.
مفاوضات رفع العقوبات
خطة العمل المشترك الشاملة
وعن مفاوضات رفع الحظر، قال كنعاني: من أجل العودة المسؤولة لجميع الأطراف الى خطة العمل المشترك الشاملة فقد بدأت المفاوضات في الحكومة الحالية،و كما أوضح عراقجي الوضع أمس بناء على مواقف ايران المحددة والشروط واضحة.
وعليه اعرب كنعاني عن امله في أنه مع بدء عمل الحكومة الجديدة في طريق إحقاق حقوق الشعب الإيراني، سنحقق حقوق الشعب الإيراني من خلال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه.
كما اكد كنعاني على ان وزارة الخارجية تؤدي واجباتها في إطار السياسات الكلية للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو ما أكده ايضا عراقجي أمس بان وزارة الخارجية ستتخذ إجراءاتها بناء على السياسات المحددة لنظام الجمهورية الاسلامية وقانون العمل الاستراتيجي والفرص القانونية والدبلوماسية المتاحة للوزارة.
القرارات المتعلقة بالمفاوضات تعود للفلسطينيين أنفسهم
وأوضح كنعاني: لسنا حاضرين في مفاوضات وقف إطلاق النار، فعندما يكون أحد طرفي المفاوضات هو الكيان الصهيوني، فمن غير المتوقع أن يحضر وفد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا في المفاوضات التي يكون الكيان الصهيوني أحد أطرافها. إنها مسؤولية الشعب الفلسطيني.
وقال: أن الشعب الفلسطيني يتمتع بالجرأة والشجاعة اللازمة لاتخاذ قراراته والنهوض بأهدافه على الساحتين السياسية والميدانية، كما أن دعم إيران لفلسطين يظل قويا.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلاً: نحن نشهد توجهات إيجابية للغاية فيما يتعلق بتبادل وجهات النظر المشتركة بين إيران ومصر على أعلى المستويات، وخاصة على مستوى وزيري خارجية الجانبين، وفي عهد إدارة الشهيد رئيسي تقرر إلزام وزراء الخارجية بعقد اجتماعات مشتركة لإزالة العقبات وتعزيز العلاقات السياسية. وكانت هناك عدة محادثات بين وزيري خارجية إيران ومصر، وبالطبع هناك أيضًا محادثات هاتفية بين الجانبين، ويؤكد الجانبان على استمرار هذه العلاقات.
آلية لتحسين العلاقات مع البحرين
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: فيما يتعلق بالبحرين، اتفق الجانبان على أن تكون هناك آلية لتحسين مستوى العلاقات السياسية، وسنتحرك في هذا الاتجاه.
وقال كنعاني أيضاً: فيما يتعلق بإجراءات إيران لمنع انتشار التوتر والصراع في المنطقة فإن إيران دولة قوية وفي مواجهة الأحداث أظهرت أنها تتصرف بشكل حاسم في دعم أمنها ومصالحها الوطنية. ولن تتقاعس عن التحرك ضد أي قوة. وفيما يتعلق بمعاقبة المعتدي، فمن الطبيعي أن تمتلك إيران هذا الحق الأصيل استناداً إلى ميثاق القانون الدولي وستتصرف بحزم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الأمن هو مفهوم مترابط وانعدام الأمن في أي جزء من العالم يؤثر على الأمن العالمي. وعلى الجميع أن يعلم أن أي عمل مغامر، وخاصة من قبل الكيان الصهيوني، يجب أن ينظر إليه بجدية من قبل جميع الأطراف. والأمم المتحدة مسؤولة عن ذلك. والآن يواجه العالم ظاهرة صعبة. وعلى الجميع التصرف بمسؤولية في هذا الصدد. ولقد تصرفت إيران دائما بمسؤولية تجاه السلام والأمن الدوليين.
رد ايران على الصهاينة حق مشروع وقانوني
ورأى كنعاني ان رد إيران على العمل غير القانوني للكيان الصهيوني هو حق مشروع وقانوني، وهذا الحق تعترف به جميع الأطراف التي أجرت محادثات مع إيران في الفترة الاخيرة، ويعتبر هذا العمل انتهاكا للسيادة الوطنية لدولة عضو في الأمم المتحدة.
وختم المتحدث باسم الخارجية الايرانية بالقول: انه وفي الوقت نفسه الذي تعترف فيه ايران وتدعم حق الشعب الفلسطيني في احقاق حقوقه، فإنها بالتأكيد ستستخدم حقها هذا في معاقبة المعتدي، وهو ما تعتبره عملا يهدف الى ضمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
انتهى/