قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن البيت الأبيض ليس متفاجئاً من التقارير الأخيرة التي كشفت عن عجز "فيسبوك" عن مكافحة الأخبار الكاذبة والمضللة بشأن فيروس كورونا واللقاحات المضادة له على منصاتها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأضافت ساكي، الأربعاء: "تابعنا التقارير طبعاً... ولسوء الحظ لسنا مستغربين من دراية (فيسبوك) بهذه المشكلات".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال، في يوليو/تموز، إن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، "تقتل الناس"، بعدما واصل البيت الأبيض انتقاد الشركة لسماحها بنشر معلومات مضللة عن لقاحات فيروس كورونا على منصتها.
انتقدت ساكي حينها الشركة أيضاً، وقالت: "من الواضح أن هناك إجراءات اتخذوها. إنها شركة قطاع خاص. هناك إجراءات إضافية يمكنهم اتخاذها. من الواضح أن هناك الكثير مما يمكن عمله".
ورفضت "فيسبوك" وقتها الانتقادات، وأكدت أن جهودها في إظهار الحقائق "تُنقذ الأرواح"، مشيرة إلى أن "الاتّهامات غير المدعومة بحقائق لن تشتّت تركيزنا". وأضافت أنّ "أكثر من ملياري شخص شاهدوا عبر (فيسبوك) معلومات موثوقة حول كوفيد-19 واللقاحات، أي أكثر من أيّ مكان آخر على الإنترنت"، ولفتت إلى أن "أكثر من 3.3 ملايين أميركي استخدموا أداتنا لمعرفة مكان الحصول على التطعيم وسبله".
لكن وثائق داخلية مسربة من الشركة تظهر تناقضاً بين ما تعلنه حول استجابتها للمعلومات الخاطئة حول "كوفيد-19"، وبين بعض النتائج التي توصل إليها موظفوها. إذ خلصت "فيسبوك" في بحث داخلي، في فبراير/شباط، بعد مرور عام على انتشار الوباء، إلى أنه "ليس لدينا أي فكرة عن حجم المشكلة (التردد في تلقي اللقاح) عندما يتعلق الأمر بالتعليقات". وأشار التقرير إلى أن "أنظمتنا الداخلية لم تحدد بعد، و/أو تخفض مستوى ظهور، و/أو تزيل، التعليقات المضادة للقاحات بشكل كافٍ".
وفي تقارير داخلية أخرى تعود لمارس/آذار الماضي، أقرت "فيسبوك" بأن "قدرتنا على اكتشاف التعليقات المترددة بشأن اللقاحات سيئة باللغة الإنكليزية، ومعدومة بأي لغة أخرى".
الوثائق هذه قدمتها الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هاوغين، لدعم ما كشفته في شهادة لها أمام "لجنة الأوراق المالية والبورصات"، وقدمها مستشارها القانوني إلى الكونغرس بصيغة منقحة. وحصلت على النسخ المنقحة 17 وكالة أنباء أميركية، بينها "سي أن أن" و"واشنطن بوست" و"أسوشييتد برس" و"نيويورك تايمز".
ووفقاً لما نشرته "سي أن أن"، أشار تقرير داخلي آخر، في مارس/آذار الماضي، إلى أن "معدل التعليقات المترددة بشأن اللقاحات مرتفع جداً في منشورات (فيسبوك)، لدرجة أن الأطراف الصحية الموثوقة، مثل (يونيسف) و(منظمة الصحة العالمية)، لن تستخدم إنفاقاً إعلانياً مجانياً قدمته لها الشركة، للترويج لمحتوى مؤيد للقاح، لأنها لا تريد تشجيع المعلقين المناهضين للقاحات الذين يغزون صفحاتها".
وأظهرت الوثائق أن موظفي "فيسبوك" كانوا قلقين؛ فبينما دربت أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة على الكشف عن المعلومات الخاطئة في المنشورات، فإنها لم تكن جاهزة لرصدها في التعليقات.
وذكر تقرير آخر في مارس/آذار أن "المخاطر الإجمالية في التعليقات قد تكون أعلى من تلك الواردة في المنشورات، ومع ذلك، قللنا من الاستثمار هناك".
وقال متحدث باسم "فيسبوك" لـ"سي أن أن"، الأربعاء، إن الشركة أجرت تحسينات على المشكلات التي أثيرت في المذكرات الداخلية المدرجة في هذا التقرير. وأضاف: "نتعامل مع تحدي المعلومات المضللة في التعليقات، عبر الإجراءات التي تساعدنا على إزالة أو تقليل ظهور المعلومات الخاطئة، أو التي يحتمل أن تكون مضللة، وأيضاً عبر الترويج لمعلومات موثوقة وإعطاء الأشخاص القدرة على التحكم في التعليقات في منشوراتهم. لا توجد حلول ذات مقاس واحد تناسب الكل، لوقف انتشار المعلومات المضللة، لكننا ملتزمون ببناء أدوات وسياسات جديدة تساعد في جعل أقسام التعليقات أكثر أماناً".
إلى ذلك، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، أن موظفين في "لجنة التجارة الفيدرالية" بدأوا النظر في التسريبات التي تفيد بأن الأبحاث الداخلية لـ"فيسبوك" حددت الآثار السيئة لمنتجاتها. ويدرس المسؤولون ما إذا كانت أبحاث "فيسبوك" تشير إلى أنها ربما انتهكت تسوية عقدتها عام 2019 مع اللجنة، بشأن مخاوف تتعلق بالخصوصية، والتي دفعت الشركة مقابلها مبلغاً قياسياً قيمته 5 مليارات دولار أميركي.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، بأن "فيسبوك" طلبت من موظفيها الاحتفاظ بالوثائق والاتصالات الداخلية لأسباب قانونية، بعدما فتحت الحكومات والجهات التنظيمية تحقيقات في عملياتها.
المصدر: العربي الجديد