نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأمور التي يمكن أن تتسبب في مفارقتنا للحياة، دون أن ندرك ذلك.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجميع يدرك أن ما زاد على الحاجة غالبا ما يتحول إلى أمر مضر بالنسبة للإنسان. وفي هذا السياق، توجد بعض المواد التي قد لا تتسبب في أي ضرر في البداية، إلا أن الإفراط في استهلاكها قد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه.
وأفادت الصحيفة بأن ظروف وفاة الملك فيليب الأول لا تزال لغزا إلى حد الآن، حيث تشير التكهنات إلى أنه توفي جراء التسمم أو مرض الطاعون. لكن الحقائق أثبتت وجود سبب آخر لموته، ألا وهو الماء البارد. ووفقا لما ذكر، كان الملك يلعب بالكرة، وانتابه عطش شديد، جعله يشرب ماء شديد البرودة، دون الاكتراث إلى انخفاض درجات الحرارة، ما أدى إلى إصابته بمرض الالتهاب الرئوي، ومن ثم وفاته فجأة.
وحسب ما ورد في رسالة من قبل أحد الأطباء الذين عالجوه، تمثلت أعراض هذه الحالة أساسا في الحمى وأوجاع في الطرف الجانبي من الجذع، كما كان الملك يبصق دما، وبالكاد ينطق ببعض الكلمات. بناء على هذه المعطيات يمكن أن نستمد عبرة مفيدة، تحيل إلى أن المرء يمكن أن يموت نتيجة لأمور لا يمكن توقعها.
وذكرت الصحيفة، أولا، أن الإنسان قد يموت نتيجة شرب كميات كبيرة للغاية من الماء، وهو ما يعرف بنقص صوديوم الدم. وعموما، يصاب الإنسان بهذه الحالة عندما ينخفض تركيز الصوديوم في الدم، ما يؤدي إلى حدوث التهاب سريع وخطير على مستوى الدماغ، ما من شأنه أن يترتب عنه الإصابة بنوبة قلبية، والدخول في غيبوبة، وقد يصل الأمر إلى الموت في النهاية.
وفي هذا الصدد، أقر بعض الخبراء بأن "الموت جراء الإفراط في شرب الماء نادر، ويمكن الوقاية منه ببساطة. فقط ينبغي شرب كميات أقل من الماء. وفي بعض الأحيان، يصبح من الصعب جدا تحقيق ذلك، خاصة في ظل تواتر العديد من النصائح المتناقضة حول كمية الماء الضرورية التي يجب استهلاكها بعد القيام بنشاط مكثف".
وأوردت الصحيفة ثانيا، أن الفرد قد يموت أيضا بسبب الاستهلاك المفرط لحبوب الفياغرا. ووفقا لأحد الأبحاث، يقال إن صهر الملك فيليب الأول، فرناندو الأول الكاثوليكي، توفي متأثرا بالاستهلاك المفرط لخلطة مثيرة للشهوة الجنسية، حيث ألحقت ضررا بليغا بدورته الدموية. وفي هذا السياق، تتسم الفياغرا أيضا بتأثير قاتل، حيث يجب ألّا تتجاوز الجرعة الموصى بها غالبا 50 مليغراما. ووفقا للخبراء، قد يؤدي تعاطي جرعة تفوق 33 غراما من الفياغرا إلى الموت دون شك.
وأضافت الصحيفة، ثالثا، أن الجرعات الزائدة من الكافيين تعدّ من بين أسباب الموت المفاجئ. وفي حين أنه من المؤكد أن الكافيين يساعد على التمتع بالنشاط والتركيز بشكل أفضل، إلا أن استهلاك ما بين 300 و500 مليغرام في دفعة واحدة من شأنه أن يتسبب في تسمم حاد، يرافقه عصبية مفرطة وأرق، فضلا عن بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي. في المقابل، في حال تجاوزت الكمية المستهلكة 11.15 غراما، يصبح الحديث آنذاك بشأن جرعة زائدة من الكافيين.
والجدير بالذكر أن رجلا بريطانيا قام بوضع ملعقتين من الكافيين في مشروب الطاقة، ليكون بذلك قد استهلك ما يعادل 70 علبة ريد بول. وبالتالي، تعرض هذا الرجل لخطر الموت؛ بسبب جرعة زائدة من الكافيين.
وفي الختام، أبرزت الصحيفة أنه، خلافا للأمثلة السابقة، يعي الجميع جيدا أن لدغات النحل والحشرات ضارة فعلا. وفي هذا الصدد، يموت في إسبانيا حوالي 20 شخصا سنويا نتيجة لدغ إحدى الحشرات، وعادة ما يكون ذلك بسبب رد فعل تحسسي. فعلى سبيل المثال، توفي مواطن نرويجي في بلدة ميخاس الإسبانية هذا الصيف بعد أن عانى من عدد كبير من لسعات النحل. ويقدّر الخبراء أن الشخص قد يموت في حال تلقى حوالي 10 لدغات لكل نصف كيلوغرام من وزنه. وبالتالي، من الضروري توخي الحذر اللازم من الحشرات.
انتهی/