نشر موقع "شاغ كزداروفي" الروسي تقريرا، استعرض من خلاله معظم الأخطاء التي يمكن أن يقترفها الآباء عندما لا يستمع الأطفال إلى كلامهم.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مسألة تربية الأطفال ليست بالأمر الهين، ولعل ذلك ما يدفع الآباء أحيانا إلى ارتكاب أخطاء فادحة عندما لا يستمع الأطفال إلى توجيهاتهم. ما لا شك فيه، أن التوتر، والعمل، والضغط النفسي، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأولياء أعصابهم، وعدم تمكنهم من السيطرة على انفعالاتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع أطفالهم المشاغبين.
وبيّن الموقع أن المشكلة الأساسية تتمثل في اعتقاد الآباء بأن تمرد الطفل أو عناده وتصرفه بشكل غير مهذب فيه تحد لسلطتهم. ولكن، في معظم الأحيان لا يأخذ الأولياء بعين الاعتبار أن تصرف الطفل السيئ يمكن أن يكون سببه نسيان الطفل لقواعد التنشئة أو إساءة فهمها.
وأوضح الموقع أن جميع الأمور تعدّ بسيطة وواضحة بالنسبة للبالغين، لكن يجب ألّا ننسى أن الطفل في مرحلة عمرية معينة يتعذر عليه فهم القواعد الصارمة التي يضعها أبواه. وبدلا من الدخول في خلاف مع طفلك، حاول الجلوس والتحدث إليه، واشرح له مرة أخرى كيف ينبغي أن يتصرف داخل المنزل وخارجه.
وأضاف الموقع أن الغضب أو الصراخ في وجه الطفل، سواء بسبب عناده أو بكائه، يعدّ من بين الأخطاء الشائعة بين الأولياء. لكن، يجهل الكثير من الآباء أن اتباع هذا السلوك لن يساهم فقط في إضعاف السلطة الأبوية داخل المنزل، بل سينتج عنه تكوين الطفل لشخصية خائفة، وغاضبة ومتشائمة.
وذكرت الصحيفة أنه إذا أردت تكوين شخصية طفل متكاملة ومتوازنة، فيجب أن تدرك أن اعتماد سياسة الترهيب لن يحقق النتائج المرجوة. علاوة على ذلك، يمكن أن يصاب الطفل نتيجة توخي الوالدين لمثل هذه الأساليب بالإجهاد والتوتر.
وأشار الموقع إلى أن موافقة الأم على شراء بعض قطع الحلوى لطفلها بعد إلحاحه على ذلك، خاصة إذا كان تقديم الحلوى من المسائل الممنوعة، يعدّ خطأ فادحا. فمثل هذا التصرف من شأنه أن يرسخ لدى الطفل فكرة أنه لا يوجد قوانين ثابتة، وأن بإمكانه استخدام بعض الحيل للحصول على ما يريد، وأن البكاء والصراخ سينفع دائما في مثل هذه الحالة.
وأكد الموقع أن الاستسلام لطلبات الأطفال يعد من الخيارات السهلة، إلا أن ذلك يعد خسارة في صف الأبوين، وخرقا للقوانين المتبعة في العائلة. فهذا النوع من القواعد يجب أن يظل ثابتا، وأن يحترمه جميع أفراد العائلة على حد سواء. وإذا حدث العكس، فإن الطفل سيعتقد أن جميع القواعد يمكن أن تنتهك.
وذكر الموقع أن تجاهل الآباء في بعض الأحيان لتصرف الطفل السيئ، ثم معاقباته في وقت لاحق، يمكن أن يشتت انتباهه. لذلك، إذا قرر الأبوان معاقبة الطفل على سلوك ما، فإن قرارهما يجب ألّا يتغير، وينبغي ألّا يكون رهين لحظة ما أو يوم معين. وبالتالي، فإن اعتماد هذه السياسة في العقاب يشعر الطفل بلامبالاة أبويه تجاه تصرفاته. وقد يسبب ذلك مشاكل، مثل تدني مستوى احترامه لذاته، وفقدانه الثقة في نفسه.
ونوه الموقع بأن اعتماد بعض العبارات، على غرار "يمكنني القيام بذلك لأنني أمك"، لتبرير فعل ما، يعدّ من أسوأ الأخطاء التي يقع فيها الآباء. ما لا شك فيه، أنه لا يمكن للأولياء منع الأطفال من القيام بأشياء معنية إذا كانوا هم أنفسهم يفعلونها بتعلة أنهم أشخاص بالغون. فعلى سبيل المثال، لا يحق للأب منع ابنه من وضع قدميه على الطاولة إذا كان الطفل قد رآه يفعل الأمر نفسه في مناسبات عديدة.
وفي الختام، شدد الموقع على أهمية التزام جميع أفراد الأسرة بتطبيق القواعد المعمول بها داخل المنزل، لتكون جميع تصرفات أفراد الأسرة متسقة. إذن، يجب على الآباء أن يتناسوا قليلا بعض العبارات، على غرار "لأنني قلت ذلك"؛ نظرا لأن الفشل في إقناع الطفل بصحة رأيك لن يجعله يمتثل لأوامرك. كما يجب على الوالدين أن يكونا قدوة لطفلهما؛ حتى لا يشعر الطفل بالتناقض بين ما يقولانه وما يفعلانه.
انتهی/