قال باحثون هولنديون إن المشاكل تختلف باختلاف العمر، وبالتالي تتغير العوامل الشائعة وراء الإصابة بالاكتئاب بدورها عبر السنوات أيضا.
وقالت روكسان شاكس كبيرة باحثي الدراسة:"مجموعة مختلفة ومتنوعة من العوامل المسببة للاكتئاب تحدث على مدى الحياة... لكن من المتوقع أن ترتبط بقوة بعض العوامل المسببة للاكتئاب في مراحل عمرية بعينها، وقد تؤثر في الحقيقة على مجموعات عمرية أخرى بدرجة أكبر." حسب ما نقلت رويترز.
ويشير فريق الدراسة إلى أن الاكتئاب حالة معقدة، ويعتقد كثير من الخبراء أن عوامل مثل أزمات الحياة والمشكلات الصحية والمادية يمكن أن تساهم في الإصابة به، إضافة إلى أسباب طبيعية وراثية وعوامل في الشخصية نفسها.
ولمعرفة العوامل المسببة للاكتئاب التي تؤثر على الناس في مراحل مختلفة من حياتهم وقدر التأثير الذي يحمله كل عامل منها، حلل فريق الدراسة بيانات لأكثر من ألفي بالغ شاركوا في دراستين طويلتي الأمد عن الاكتئاب والقلق.
وتراوحت أعمار المشاركين في دراسة منهما بين 18 و 65 عاما عندما بدأوا المشاركة، فيما تراوحت أعمار المشاركين في الدراسة الأخرى بين 60 و 93 عاما عندما بدأوا المشاركة فيها.
وبشكل أساسي كانت لدى 1432 مشاركا أعراض واضحة للاكتئاب، فيما لم تكن لدى 784 مشاركا أي أعراض أو تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب.
وقيم فريق البحث تأثير 19 عاملا مسببا للاكتئاب على فئات عمرية مختلفة وقارنوا من لم يصابوا أبدا بالاكتئاب بمن يعانون منه.
وتسببت أغلب العوامل محل البحث في زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب في أي مرحلة عمرية ومن بين ذلك انخفاض مستوى التعليم، والأحداث السلبية التي يمر بها الأشخاص والسمات الشخصية والميل إلى العزلة ونمط الحياة غير الصحي واعتلال الصحة.
لكن خمسة عوامل بالذات كانت مرتبطة بدرجة أكبر بالاكتئاب في مراحل عمرية بعينها.
فبالنسبة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و 39 عاما كانت زيادة الوزن أو البدانة والمعاناة من الألم والتعرض لإساءة المعاملة في الطفولة، والأمراض المزمنة على صلة قوية بالاكتئاب. ولمن تزيد أعمارهم عن 60 عاما فكان انخفاض الدخل سببا لزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب أكثر من تأثيره على مراحل عمرية أخرى.
كما خلص الباحثون إلى أن من تعرضوا لعوامل "غير متوقعة" بالنسبة لأعمارهم زادت لديهم احتمالات الإصابة بالاكتئاب أكثر ممن هم في فئات عمرية أخرى كان هذا السبب شائعا فيها.
المصدر: شاشة نيوز